
“عمارة البيوت والقصور التقليدية في مدينة شقراء” .. كتاب علمي يمنع ملامح الهوية من الذوبان في زحام الحداثة
“عمارة البيوت والقصور التقليدية في مدينة شقراء” .. كتاب علمي يمنع ملامح الهوية من الذوبان في زحام الحداثة
شقراء – محمد الحسيني،
يمثل الكتاب الجديد الذي وضعته د.هيا ناصر الحميضي بعنوان “عمارة البيوت والقصور التقليدية في مدينة شقراء”، توثيقا علميًا ووجدانياً لذاكرة المكان، ورحلة في تفاصيل العمارة الطينية في مدينة شقراء، إذ يجمع بين الرؤية الأكاديمية العميقة والحنين الصادق إلى التراث، ليحافظ على ملامح الهوية قبل أن تذوب في زحام الحداثة، ويكون مرجعاً بصرياً وثقافيًا يُنير درب الباحثين، ويُوقظ في القارئ إحساس الانتماء الجماليات الماضي.
جاء الكتاب وفقاً لمنهج البحث العلمي الرصين، من خلال اتباع المنهج الوصفي التحليلي والمقارن، حيث تطرق الفصل الأول إلى العوامل المؤثرة على عمارة البيوت والقصور في شقراء، والتي منها العامل الجغرافي، والعامل الاجتماعي، والعامل الديني، والعامل الاقتصادي.
وتناول الفصل الثاني أبرز المعالم المعمارية التقليدية في شقراء، والتخطيط العمراني للبلدة القديمة فيها ومواقع المراكز بالنسبة للبلدة، ومواد البناء، أدواته، وأساليب البناء ومراحله، وأسلوب التخطيط والإنشاء في البيوت والقصور التقليدية في مدينة شقراء.
أما الفصل الثالث فاشتمل على الدراسة الوصفية التصنيفية لأنماط البيوت والقصور في مدينة شقراء. والذي يشمل طراز البيت بدون أفنية، وطراز البيت ذي الفناء الواحد المركزي، وطراز البيت (القصر)، ذي الفناءين، وطراز البيت (القصر) متعدد الأفنية.
وشمل الفصل الرابع الدراسة التحليلية المقارنة، وتحليل العناصر المعمارية للبيوت والقصور التقليدية في مدينة شقراء وتحليل العناصر الزخرفية للبيوت والقصور التقليدية في مدينة شقراء.
وفي المجمل يهدف الكتاب إلى المقارنة بين عمارة البيوت التقليدية في شقراء وبعض مدن نجد كالمجمعة، وعمارة البيوت التقليدية في بعض مناطق المملكة مثل حائل، والمقارنة بعمارة البيوت التقليدية في بعض دول الخليج العربي والدول العربية، كبيوت البحرين وقطر وعمان والأردن ومصر.
ويعد الكتاب بمثابة نافذة علمية متخصصة لمعرفة أنماط العمران التقليدي في الزمن الماضي، متخذاً من مدينة شقراء الأنموذج المثالي للمقارنة، حيث تحتفظ شقراء بهويتها العمرانية البديعة، على نمط العمارة النجدية القديمة، في مبانيها وأسواقها وممراتها، وتمثّل البلدة التاريخية في وسط شقراء نمط المدن النجدية التقليدية بمساجدها مثل جامع الديره ومسجد الحسيني ومسجد السبيعي ، وأسواقها وبيوتها، ومن أشهر أحيائها «حي الحسيني» الذي يحوي بيوت الوجهاء التي كانت تستخدم لممارسة الأنشطة التجارية وعقد الصفقات على نطاق واسع، مثل قصر السبيعي و دور العيسى و بيت الجميح ، وبيت ادريسة وبيت ومصباح
ابا بطين وبيت سعد البواردي وبيوت لبعض أهل العلم والقضاة، من وجهاء البلدة ونخبة أهلها.
كما تحتفظ شقراء بالعديد من المعالم الأثرية والتي يتضح فيها النظام العمراني القديم المتقن؛ مثل باب العقدة وباب الطلحة وأسواق حليوه والمجلس وقال الشاعر سليمان بن عبدالعزيز السنيدي واصفا الكتاب بعفوية :
هذا كتاب(ن) فيه كل التفاصيل
شواهد التاريخ و مفصلينه
شاهد على التاريخ جيل بعد جيل
مكتوب عن شقرا بماضي سنينه
صور لنا البنيان من دون تعديل
منقول في الصفحات ومصورينه







