أخبار شقراءمقالات

محمد بن عبد العزيز الجميح .. ( رحَلَ الجَسد وبقيَ الأثَر ) .

بقلم : سعد بن فهد السنيدي .. شقراء .

العُظماءُ وحدهُم ( ترحلُ أجسادهم وتبقَى آثارُهم ) .. نعَم سادتي الكرام ، إنها حقيقةٌ أزليَّةٌ مُلازِمةٌ للنفس البشريَّة ، فكمْ من اسمٍ ذاعَ صيتُه وحَلَّقتْ شُهرته ، غيَّبهُ الموت مُغادِراً إلى الدار الآخرة ، إلا إنَّ أعماله الخيريَّة ، وخدماته الوظيفيَّة ، ومساعداته الماليَّة ، وجهوده الإنسانيَّة ، ظلَّت باقيةً شاهدةً سنين عددا على سيرةٍ ومسيرةٍ عطِرةٍ امتاز بها أولئك الأفذاذ الذين نجحوا باحترافيَّةٍ وعقلانيَّةٍ في إدارة أعمالهم وتجارتهم ووجاهتهم بتوازنٍ فريدٍ ، مُدرِكين في قرارة أنفسهِم حقيقة دنياهم الفانية وآخرتهم الباقية ، امتثالًا لقوله تعالى { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا } فوفَّقهم الله بأن جعلَ الدنيا في أيديهم وليستْ في قلوبهم ، ولا أدلَّ على ذلك من سعيهم الدؤوب ، ومبادراتهم الدائمة ، ودعمهم اللامحدود لأعمال البر والخير ، بل والمناشط والفعاليات العامة ، حاملين هموم مدينتهم واستراتيجيَّتها التنمويَّة والنهضويَّة ، فإذُ بالأهالي يُبادلونهم المشاعر الصادقة ، والإشادة والثناء والدعاء فوقَ الأرض وتحتَ الأرض .. وكَمْ أحسنَ شوقي حين قال :

دقَّاتُ قلْبِ المَرءِ قائلةٌ لهُ … إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثَواني
فارفعْ لنفسِكَ بعد موتِكَ ذِكْرَها … فالذِّكرُ للإنسانِ عُمرٌ ثاني

وبلا شكٍّ فإنَّ من أبرز هذه الشخصيات السَخيَّة المُعتبَرة سعادة الشيخ الفقيد ( محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الجميح ) يرحمه الله ، عميد أسرة آل الجميح الكرام .. هذه الأسرة التي اشتهرتْ بكَرمٍ حاتميٍّ لا يُضاهَى ، لا أقول في مدينتهم شقراء فقط ، كلا ، بل في عموم وأرجاء الوطن الغالي ، فصَدَقَ فيهم قول القائل :

آلُ الجُميحِ وليسَ يُنسَى فضلُهُم … في بَذلِهِم تَتواتَرُ الانباءُ
فلَهُم جزيلُ الشكرِ فيما قدَّموا … الشِّيبُ والشُبَّان والأبناءُ

فاللهم اغفر له وارحمه ، وأكرِم نُزُله ، وافسح له في قبره ، ونوِّر له فيه .. مُقدِّماً صادق العزاء والمواساة لأبنائه وعائلته ، ولعموم أسرة آل الجميح ، ولأهالي محافظة شقراء ، ولجميع محبي الفقيد .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى