أخبار شقراء

محمد الحسيني والطريق إلى شقرائه ..

بقلم: سعد التميمي .. شقراء ..
كتابٌ رشيقٌ أنيق عميق، يحمل في طياته وبين جَنباته روحاً عصريةً خارجة عن الرتابة والتقليديَّة والإغراق في الماضَويَّة.. وجبةٌ ثقافية حلَّقتْ بنا في أجواءٍ تاريخيةٍ وجغرافية واجتماعية وأدبية وتنمويَّة وحضارية .. ترجم فيه مؤلفه لشخصياتٍ وشميَّة بارزة ـ من الجنسين ـ مُخرِجاً لنا من قبورهم الطاهرة وسمعتهم الباهرة رائحة زكية، ونكهة عِطريَّة لا تخبو بالتقادم .. فلطالما حدثنا آباؤنا ـ عليهم شآبيب الرحمة ـ عن أفذاذ مدينتنا كعبد العزيز الحنطي و حمد الغيهب وعبد الله البابطين ـ يرحمهم الله ـ وغيرهم من القامات السامقة، إلا إنني وجدتُ في {الطريق إلى شقراء} إضافاتٍ ومعلومات أُخَرْ جديرة بالحفظ والتدوين .. عرضَ مؤلفه صورة جوية للبلدة القديمة وبيوتها الصامدة، فعلقَ عليها تعليقا تربوياً استثنائياً راقياً، قائلاً:( بيوت شقراء القديمة مُتراصة كقلوب أهلها ) مُستشهداً في صفحة أخرى بمشاعر وأشواق ابن عقيل الظاهري:
إنِّي المُتيَّم في هواها فتنةً … أتنشقُّ النسمات مِن نفحاتِها
فتلوحُ في عيني مَعَق تميمة … ويلوح عشُّ طفولتي بجهاتِها
وصورة مُعبِّرةٌ ثانية يربو عمرها عن نصف قرنٍ من الزمان، لها دلائل ومعانٍ سامية، يتوسطها طفلٌ صغير قاصداً (بيت السبيعي الأثري) .. يا تُرى مَن هذا الطفل؟ وماذا يريد مِن مَعْلَم مدينته الخالد ؟؟ إنه يا سادة كاتبنا وإعلامينا المميز مؤلف هذا الكتاب القيم سعادة الأستاذ { محمد بن عبد الله بن محمد الحسيني} .. شقراويٌّ بالفطرة ، نشأ في أسرة علْمٍ وتعليم، وثقافةٍ وريادة، لمْ تؤثر إقامته الدائمة في العاصمة الرياض في صادق انتمائه ووفائه .. أُتابعُ عطاءه الثقافي و نِتاجه الإعلامي منذ خمسٍ وعشرين عاماً عبر إسهاماته وبصماته في إعداد الملاحق الصحفية الشقراوية، المُواكبة للمناسبات والذكريات الوطنية، لأجدها مُتسمةً بغزارةٍ معرفيةٍ، وجودةٍ إخراجيةٍ، إبَّان استعلاء الصحافة الورقية .. صدر هذا الكتاب الرائع في العام 1435هــ وذاع صيته ونفدَ (حسب ما سمعت) من المكتبات، وها هو مؤلفه يبشرنا منذ أيامٍ عبر حسابه التويتري بصدور طبعته الثانية قريباً، والتي تحوي شيئاً من الإضافات والتحديثات .. فشكراً أبا عبد الله على سيرتكم ومسيرتكم الإعلامية الناصعة ، وسيظل طريقك إلى معشوقتك الشقراء، سالكاً مُمهداً مُخضراً مُزهراً، هاتفاً بقول القائل:
في اسمكِ الجذَّاب لفظٌ ساحرٌ … والوجه نظْرٌ فاتنٌ وضَّاءُ
سأبوحُ باسمكِ لا مَلامَ لعاشقٍ … فحبيبتي وعشيقتي شقراءُ !!
بُورِكتِ شقراءُ وبورِكَ أهلكِ … مَجدٌ وتاريخٌ سما وسناءُ
شقراءُ حيثُ المجدُ مدَّ لواؤه … في ذكرها يُستَعذَب الإطراء
(عُد بي إلى شقراءَ) واذكُر فضلَها … إنَّ الريادةَ أصلُها شقراءُ
وحقيقةً ما هذه الأسطر القلائل إلا خواطر عابرة، وأحاسيس مُقتضبة، وتهيئة إعلاميةً لاستقبال طبعته الجديدة المُنتظرة ..
وختاماً ..عيدٌ سعيد وكل عامٍ وأنتم بخير لمدينتي شقراء ، ولأرجاء الوطن المعطاء .. وتقبلوا تحياتي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى