مقالات

دع القلق وأكمل مشوارك

قيل أن السعادة قرار لا تنسى أن تتخذه كل يوم ، لذلك املأ حياتك بالفرح حتى إن كانت تفاصيله بسيطة جدًا ومع أشياء قد لا تكون ذات قيمة ومعنى ، ولكنها عندك ذات اهتمام .
اركن القلق جانبًا وأبدأ حياتك كيفما تشاء وبطريقتك المُثلى ، واستمتع بلحظاتك وإن كانت بسيطة ومن صُنع يدك ، وابتسم بعمق لا شكلاً فقط ؛ فالابتسامة تُحارب القلق وتُخفّف ملامح التعب .

يقول المهاتما غاندي : نحن نبحث عن السعادة بعمق ثم نجدها في أبسط الأشياء .. نعم في أبسط الأشياء وأصغرها .

إن الذين اختاروا طريق القلق والعشوائيات والتفكير الدائم واصروا أن يتعاملون مع اللحظات السعيدة بحذر شديد ، منتظرين الهم والتعب والعناء وكأنها أمور حتمية لا بد لها أن تطوي صفحات الفرح في كل لحظة ؛ أؤلئك قد ضلوا طريقهم نحو السعادة وتحجّرت عقولهم وأصبحت قلوبهم راكده مثل ركود المياه ، فاصبحوا بعدها أشخاصًا بلا هدف أو غايات وأصبح الجلوس معهم أو حتى الحديث مُملّ كثيرًا ومُتعب أكثر لذلك استمتع بحاضرك ولا تدع التفكير بالمستقبل يأكل قلبك ويُشتت عقلك ويُنهي طموحك ويُقتل متعتك اللحظية .

فلا تكن فريسةً سهلة لأفكارك السلبية ولا شمّاعةً تُعلّق عليها الانتقادات التافهه ولا مرتعًا للقلق أو التبلّد .
فالقلق لا يقضي حاجة ولا يعمر بلدًا ولا يبني حياة ، إنما يمزّقك أربابًا ويقضي على مكامن قوتك وعزّتك وطاقتك .
انتبه أن تجعل سعادتك مُعلقه بالبشر وكيف هم ينظرون إليك ؛ لأن نظرة الآخرين تتغيّر تبعًا للمواقف والأحداث .
يقول الكاتب المصري مصطفى محمود : ” وإذا جعلت سعادتك في تصفيق الآخرين ، فالآخرين يُغيرون آرائهم كل يوم .” 

سعادتك تتجلّى عندما تُقلّل من حدّة اهتمامك بالأشياء ، ولا تُبالغ فيها حتى لا يُقتل الفرح أو تُعدم المسرّة .

فكُن متوازنًا واعطي كل جانبًا من حياتك قدره الذي يستحق من الاهتمام و دون مُبالغة حتى تتجنّب لوعات الندم .

يقول علي بن أبي طالب ” راحة القلب في قلة الاهتمام

لكن لا يعني هذا أن تنسى دُنياك وتتجاهل حوائجك ، لكن ارحم عقلك وأملأ قلبك بالسكينة والهدوء وأرح أعصابك ، فلا شيء سيفوتك من أرزاق الدُنيا ونعيمها إذا كُتب لك ولن يُصيبك ضررًا ما قُدّر لك .

حياتك هي أيام مُتتالية أنت من يُحدّد فيها كيف يعيش ؟ أنت وحدك من يُقرّر كيف يُفكر ؟ وكيف يبدأ وينتهي ؟

ابعد عن نفسك وساوس الشيطان وهزائم النفس والأفكار السوداوية ، واعقد العزم على أن تُجدّد قلبك بالأمل كُلما غشاه اليأس وتُبدّل قلقك النفسي بالصبر والتأني والثبات وتُغيّر حالك للأفضل ، وتتعامل مع الطمأنينة وكأنها علاجك الوحيد ومفتاح راحتك الحقيقي ، فالدنيا ليست مكانًا للراحة أبدًا ولو كُنت مُنغمسًا في ملذّاتها :

طلب الراحة في الدنيا محال

وأرى الأنس بها عين النكال

وأقل العيب فيها أنها

دار موت وانتقال وزوال

وحتى ترى الحياة بعينٍ حقيقية وتعيشها بحق وكما يجب :

” دع القلق وأسمح لأشكال الطُمانينة أن يُشرق بها قلبُك “

 

                               هند الثبيتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى