مقالات

جُغمة ..

جغمة  ..

حيتان البحر ليس لديهم أي قوة في الصحراء إذًا ؛ ماعاد حوتًا ..
ونحن من طين لسنا الطوب مهما تقمصنا دور الصخور والجبال نحن الطين ونبقى طينًا ، وقد قيل : يوجعنا الأذى ويجرحنا صغير الشوك ويجبرنا لطف الله ..

أين الرحماء يرحمكم الله ؟
أين الكلمة الطيبة تلك الصدقة جبرًا للحياة وثباتًا لقلوبنا ..

قليلًا من خير ليس بالضرورة أن نكون محمدًا أو صحابة محمد بل لنكن أمته التي تفاخر فيهم ..

الكثير أوجعنا وليس بالضرورة أن تعود المياه لمجاريها بل لتجري ليس حقًا لنا أن نمنعها ..

ليس شرطًا أن أحضر الدواء لمريض ، أعوده ثلاثًا ، أقف على رأسه وأطببه بل الأهم أن أسأل الله له الشفاء . ولا أقف على رأسه شامتًا ماهكذا علمنا ديننا ..

وماهكذا كانت مكارم الأخلاق ..
اليوم أصبح بعضنا حينما نتأذى يقف شامتًا !! وكأنه نسي أصله وأنه التراب وابن التراب ويعود للتراب يومًا .

اليوم حينما نمد أيدينا لا نجد
ممسكًا لها ؟!
وحينما نتحدث لا نجد مصغيًا
لتلك الأحاديث ؟!

اليوم نفتقد بشدة بعضنا بل أكثرنا ??
أين الضامدون ، السامعون ، المسامحون ، من يتفاخر بهم محمد يوم الدين ..

تلك التي نحن فيها اليوم من لا تساوي جناح بعوضة ، أصبح بعضنا ( أنثى البعوض ) نلدغ وننقل المرض ثم نعود فنلدغ ..

إذًا لنكن شجر النيم والريحان هذه الأشجار معطرة للمكان , طاردة للبعوض ..

لا يكن الجماد ذو فائدة أكثر منا الكتاب مليئ بالفائدة والقصص ، والباب يسد ويستريح ، النافذة يعبر منها النور والهواء وتقف الطيور على الشرفة ، الهاتف يحمل لنا المسرات وتواصل مع من نحب ..

خير أيام الفتى يوم نفع **
واصطناع الخير أبقى ما صنع ..
ونظير المرء، في معروفه **
شافع بت إليه فشفع ..
ما ينال الخير بالشر ولا **
يحصد الزارع إلا ما زرع ..

أعطي ولو القليل ، فإن الحرمان أقل منه ..

ليس شرطًا أن نكون الكثير بل لنكن شيئًا
ولو ( جغمة ) ..

 

 

منى الثبيتي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى